مشروع دراسة أنظمة رعي الإبل وتحسين دخل المربين وتبادل الخبرات

  • مقدمة:

تمثل الإبل دوراً هاماً في حياة مربيها الذين يقطنون الأماكن الجافة، وشبه الجافة خاصةً، وقد لاقت هذه الحيوانات إهتماماً كبيراً بعد أن إتضحت الأهمية الاقتصادية لمنتجاتها وما توفره لسكان المناطق الصحراوية من مصادر غذائية ومقومات أخرى ضرورية للعيش والحياة.

تحتل الجزائر في تربية الإبل المرتبة التاسعة عشر في العالم والمرتبة الثامنة في العالم العربي. تبين الإحصائيات أن أعداد الإبل في الجزائر في تزايدت حيث إرتفعت من 240 ألف في عام 2000 لتصل إلى  أكثر من 331 ألف في عام 2014. وتمارس تربية الإبل في 17 ولاية من ولايات جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية الثمانية والأربعين.

تم تنفيذ وإجراء هذه الدراسة في سبع ولايات من الولايات الصحراوية بالجزائر والتي تتبع أنشطتها الفلاحية لمحافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية بالجزائر (شكل 1). محافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية) م.ت.ف.م.ص) هي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري ويقع نشاطها في ولايات الجنوب ومن المهام الأساسية للمحافظة العمل على تنفيذ السياسة الوطنية في مجال التنمية المندمجة للفلاحة بالمناطق الصحراو ية.

شكل 1. خارطة جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية موضح بها بعض الولايات الصحراوية

  • أهداف الدراسة:
  1. جمع البيانات والمعلومات الأولية المتاحة عن واقع الإبل والمراعي بالولايات الصحراوية بالجزائر.
  2. تحديد الخصائص الإنتاجية للإبل بمناطق الدراسة.
  3. التعرف على أحجام وتركيب قطعان الإبل بالمنطقة وأنواع وأحجام الحيازات.
  4. التعرف على حجم وتوفر البنيات التحتية وكذلك الموارد الطبيعية المتاحة لتربية ورعاية الإبل بالمنطقة وبالتالي التعرف على المعوقات التي تواجه تربية ورعاية الإبل بالمنطقة.
  5. التعرف على نوعية الأمراض التي تعانيها قطعان الإبل بالمنطقة.
  • مكونات الدراسة:

جمع المعلومات عبر تطبيق إستمارة إستبيان تم إعدادها خصيصاً لهذا الغرض وتم عرضها ومناقشتها وإجازتها بين فريقي المشروع (فريق المركز العربي – أكساد وفريق محافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية بالجزائر).

قبل البدء في جمع البيانات على مستوى الحقل خضع الفنيون المكلفون بالإشراف على ملئ الإستمارة وجمع البيانات وتنفيذ الدراسة إلى دورة تدريبية حول كيفية التعامل مع إستمارة الإستبيان وجمع بياناتها وتنزيلها في إستمارة الدراسة وذلك خلال يومي 28 – 29 أكتوبر من العام 2015 بمدينة ورقلة حيث مقر ورئاسة محافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية.

  • مكان التنفيذ: سبع ولايات من الولايات الصحراوية بالجزائر والتي تتبع أنشطتها الفلاحية لمحافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية بالجزائر
  • مدة المشروع:3 سنوات
  • تاريخ البدء: 1/4/2015
  • الجهات المشاركة في المشروع:المركز العربي ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية
  • الإدارات المشاركة في المشروع: إدارة الثروة الحيوانية
  • الإنجازات الرئيسية والنتائج العلمية:
  1. الغالبية العظمى من قطعان الإبل التي شملتها الدراسة (56.48%) تراوحت أحجامها بين 21 إلى 80 رأس في كل قطيع شملته الدراسة.
  2.  أوضحت الدراسة تساوي توزيع الشرائح العمرية للإبل في السنوات الأربعة الأولى من العمر في القطعان المدروسة وذلك بمتوسط 20% لكل شريحة حيث بلغت نسبة الإبل التي أكملت السنة الرابعة من العمرنحو 80% من القطعان المدروسة.
  3. يعتبر الوشم هو الوسيلة الأكثر شيوعاً في تحديد ملكية أو تبعية الإبل في منطقة الدراسة وهو تقليد ذو آثار سلبية على نوعية وجودة جلود الإبل بعد ذبحها.
  4.  سلالات الرقيبي ثم العربي ثم الصحراوي هي السلالات الأكثر إنتشاراً من الإبل في مناطق الدراسة.
  5. إتضح أن أكثر طرق رعاية الإبل شيوعاً في المناطق الصحراوية التي تمت دراستها هي طريقة الرعي التقليدي السرحي تليها طريقة الرعي شبه المكثف مع وجود نسبة ضئيلة تتبع أسلوب التربية الهميلة.
  6. أوضحت الدراسة أن أهم سلالات الإبل الحلوب في المنطقة هي الرقيبي ثم الإبل المحلية ثم الصحراوية.
  7. تعتبر الإبل في منطقة الدراسة ذات خصوبة عالية وقابلية مبكرة للتلقيح حيث يمكن تخصيب نسبة تتجاوز 73% من الإناث عند عمر ما بين سنتين إلى أربعة سنوات.
  8. أوضحت الدراسة إرتفاع مستوى الأمية وإنخفاض معدل التعليم وسط مربي الإبل بمنطقة الدراسة.
  9.  ثبت من الدراسة أن تربية ورعاية الإبل هي ممارسة تقليدية وقديمة ظلت تمارسها القبائل الصحراوية منذ سنوات طويلة.
  10.  شكلت الآبار المصدر الرئيس لمياه شرب الإبل والمربين في مناطق الدراسة تلتها صهاريج المياه ثم مياه الخزانات أو السدات.
  11. المراعي ذات الملكية العامة مع الدعم الغذائي شكلت السمة الغالبة للوضع العقاري للمراعي في المنطقة تليها بفارق كبير الملكية المشتركة ثم الملكية الخاصة.
  12. الحالة المتوسطة للمراعي هي السمة الغالبة تليها نسسبة المراعي الفقيرة بينما كانت نسبة المراعي الجيدة والممتازة في حدود 2% فقط.
  13. نبات الحارة كانت أكثر النباتات العشبية إنتشاراً في منطقة الدراسة.
  14. شجيرة الأزال تليها شجيرة الضمران كانتا أكثر الشجيرات الرعوية إنتشاراً في منطقة الدراسة.
  15.  فصل الخريف هو الأكثر وفرة لمراعي الإبل في مناطق الدراسة يليه فصل الربيع ثم الشتاء فيما تندر المراعي وتقل خلال فصل الصيف.
  16. عند تقييم الغطاء النباتي في منطقة الدراسة أفاد أكثر من 90% من مربي الإبل بأنه إما متوسط الجودة أو فقير بالنباتات الرعوية.
  17. فيما يتعلق بتوفر الشجيرات الرعوية إفادة الغالبية العظمى للمربين بأنه فقير إلى متوسط الجودة.
  18. مرض الجرب هو الأكثر إنتشاراً وسط الإبل الكبيرة والبالغة في منطقة الدراسة، تليه الأمراض التنفسية ثم مرض الجدري ثم الخراجات الجلدية.
  19.  أما بالنسبة للإبل الصغيرة والمواليد فكانت الإسهالات هي الأكثر شيوعاً وإنتشاراً ثم مرض القراع ثم الجرب.
  20. يعتبر بيع بعض الإبل من القطيع ممارسة شائعة حيث إن قرابة 99% من المربين يبيعون ما بين 5 إلى 20 رأس من القطيع في العام.
  21. يعتبر فصل الصيف هو الفصل الأكثر مبيعاً للإبل يليه الربيع ثم الشتاء.
  22. نبات الحارة هي أكثر وأهم النباتات الرعوية تفضيلاً للإبل بالمنطقة ثم الضمران ثم الباقل ثم الحلفاء.
  23. غالبية مربي الإبل بالمنطقة لا يقومون بتقديم تغذية تكميلية للإبل إطلاقاً رغم الحالة الفقيرة للمراعي.
  24. نسبة كبيرة من المربين لا تعترف بتأثير التغذية التكميلية على زيادة إنتاجية الإبل.
  25. كما إن غالبية المربين لا يقرون بتأثير التغذية التكميلية ودورها في زيادة الربح والفائدة الإقتصادية مقارنة بالإبل التي لا تقدم لها تغذية تكميلية.
  26. السواد الأعظم من مربي الإبل الذين شملتهم الدراسة لم يعترفون بأن للفطام المبكر وإستخدام بدائل الحليب في تغذية المواليد الصغيرة أثر إيجابي في زيادة القدرة الإنجابية للنوق وتقليص الفترة بين الولادات.
  27. الغالبية العظمى من مربي الإبل في منطقة الدراسة أفادت بعدم قدرتها على تحمل تكاليف كامل أو نصف قيمة الرضاعة الإصطناعية للمواليد.
  28.  يعتبر الشعير من أهم المواد العلفية التكميلية المتاحة للإبل في المنطقة تليه النخالة ثم الدريس.
  29. الشريحة الكبرى من المربين أفادت بضرورة تقديم التغذية التكميلية للإبل طوال العام (أي على مدى 12 شهر) تليها الشريحة التي ترى ضرورة تقديمها لفترة ثلاثة أشهر في العام، ثم الشريحة التي ترى تقديمها لفترة ستة أشهر في حين أن الأقلية من المربين يرون تقديمها لفترة تسعة أشهر في العام.
  30. بالنسبة للفئات العمرية والحالات الفيسيولوجية والإنتاجية للإبل التي تقدم لها الأعلاف التكميلية فإن غالبية المربين يرون تقديمها لكل فئات القطيع، تليها شريحة المربين الذين يرون تقديمها للنوق الوالدة ثم المربين الذين يرون تقديمها للنوق الحوامل.
  31. فيما يلي أهم مصادر الدخل لدى مربي الإبل الذين شملتهم الدراسة في المناطق الصحراوية بالجزائر، فقد أوضحت الدراسة أن الغالبية العظمى منهم يعتمدون على مدخولاتهم من تربية حيوانات مزرعية أخرى، يلي ذلك الذين يعتمدون على وظائفهم الحكومية، ثم الذين يعتمدون على العائد من بيع مواليد الإبل ثم الذين يعتمدون على أنشطة زراعية أخرى وأخيراً الذين يمارسون أنشطة تجارية أخرى.
  32. أوضحت نتائج الدراسة أن غالبية المربين يرغبون في الإستثمار في مجال تربية الإبل ورعايتها.
  33. تمثلت أهم مبررات النسبة الضئيلة للمربين الذين لا يرغبون في الإستثمار في مجال تربية الإبل بمناطق الدراسة في الصعوبات التي تواجه عملية رعاية قطعان الإبل، ثم جفاف المراعي وإنخفاض قيمتها العلفية.
  34.  أوضحت الدراسة أن أهم مصادر تمويل المربين الراغبين في الإستثمار في مجال تربية الإبل تمثلت في التمويل الذاتي ثم إعانات الدولة ثم القروض البنكية ثم التمويل من المؤسسات التنموية.
  35.  تمثلت أهم الأنشطة الإستثمارية التي يمارسها مربو الإبل لتحسين دخولهم في منطقة الدراسة في النشاط التجاري، ثم تسويق المنتجات الحيوانية والزراعة.
  36.  إتضح من الدراسة أن الغالبية العظمى من مربي الإبل في منطقة الدراسة ينتمون إلى الجمعيات الفلاحية مقابل 31.92% لا ينتمون إلى الجمعيات الفلاحية.
  37.  بالنسبة لأهم مجالات تصنيع منتجات الإبل في منطقة الدراسة يأتي تصنيع الألبان في المقام الأول (61.87%) يليه تصنيع اللحوم.
  38.  يرى مربو الإبل في منطقة الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجههم في منطقة الدراسة تتمثل في تدهور المراعي ثم صعوبات التسويق ثم مشكلات توفر الغذاء والأعلاف لحيواناتهم.
  39.  أهم المطلوبات لتحسين تربية الإبل في المنطقة حسب مرئيات المربين تمثلت في تحسين المراعي وظروف الرعي ثم توفير مواد التغذية التكميلية.
  40.  بخصوص أهم التدخلات المطلوبة لتحسين حالة المرعى وظروف الرعي في منطقة الدراسة فقد طالبت أغلبية المربين الذين شملتهم الدراسة بتأمين المياه لشرب حيواناتهم من الإبل وهي في مراعيها الطبيعية، ثم العمل على تأهيل المراعي. شملت بقية التدخلات المطلوبة دعم المربين بالأعلاف لمنع الرعي الجائر ثم إنشاء محميات رعوية ثم منع أو تقنين إستصلاح الأراضي الرعوية وتحويلها لأراضي زراعية على حساب المراعي الطبيعية.
  41.   وافقت الغالبية العظمى من المربين على إدخال نظام التربية شبه المكثفة وإعتماده وتشجيع المربين عليه في منطقة الدراسة مقابل نسبة من المربين بلغت 18.14% غير موافقين على إدخال نظام التربية شبه المكثفة مع تحفظ نسبة من المربين بلغت 17.89%.
  42.  على الجانب الآخر لم توافق الغالبية العظمى من المربين في منطقة الدراسة (60.85%) على إدخال وتبني نظام التربية المكثفة للإبل مقابل 10.26% منهم وافقوا على هذا النظام مع تحفظ نسبة بلغت 28.89% من المربين.
زر الذهاب إلى الأعلى