مشروع خفض معدل نفوق مواليد الإبل والوقاية منها في بعض الدول العربية

  • مقدمة

تعد الإبل من المصادر المهمة في العديد من بلدان الوطن العربي لسد الاحتياجات الغذائية من البروتين الحيواني حيث تقدر أعدادها في الوطن العربي بحوالي 16 مليون رأس (الفاو 2011) موزعة بشكل أساسي على الصومال (7 مليون رأس)، والسودان (4.650 مليون رأس)، وموريتانيا (1.350 مليون رأس)، والسعودية (230 ألف رأس)،واليمن (400 ألف رأس)، والمغرب (160 ألف رأس)، وتونس ( 235 ألف رأس)، والجزائر (290 ألف رأس) والعدد الباقي موزع في بقية أقطار الوطن العربي، وبالرغم من اهميتها الاقتصادية والاجتماعية، فقد عانت الكثير من قلة الابحاث والدراسات بالمقارنة مع الحيوانية الزراعية الاخرى ولم تحظ بكثير من التطور او التحسين. وحديثا، ومع تفاقم مشكلة الغذاء العالمية، بدأت الابل تثير اهتمام الباحثين والعلماء على المستويين العربي والعالمي، وذلك ليس لكونها تشكل مصدرا هاما لا نتاج الحليب واللحم والوبر فحسب بل لأنها تشكل جزءا رئيسا في النظم الزراعية، وتلعب دورا كبيرا في الحفاظ على التنوع الحيوي في المناطق الجافة والأراضي القاحلة.

يعد النفوق في مواليد الإبل أحد المعوقات الرئيسة لزيادة أعداد وأحجام قطعان الإبل وإنتاجياتها في العديد من الدول المنتجة للإبل مثل (السودان ، موريتانيا والصومال). ويسبب نفوق مواليد الإبل خسائر اقتصادية كبيرة قد تصل معدلات النفوق في المواليد إلى 50% من إجمالي الولادات. وهناك مسببات عديدة لنفوق مواليد الإبل وقد تكون ذات منشأ جرثومي او فيروسي او طفيلي وتعد الإسهالات من أهم مسببات نفوق مواليد الإبل حيث تم رصد معدل إصابة 30% ومعدل نفوق 100% وسط المواليد المصابة في بعض الدول التي تربى فيها الإبل، كما أن نسبة نفوق مواليد الإبل في السودان تجاوزت 30% بسبب الإسهالات، وأن نسبة إصابة مواليد الإبل بالإسهالات في السودان بلغت 27.1%.

ونتيجة لتزايد الاهتمام في أبحاث الإبل في العقود الاخيرة، وللنتائج التي خرجت بها تلك البحوث ثبت للجميع أن الإبل تصاب ـ مثلها مثل بقية أنواع الماشية والحيوانات الزراعية الأخرى – بعدد كبير من الأمراض عكس ما كان يعتقد الكثير من الباحثين والمهتمين بل وجد أن الإبل أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض من الأنواع الحيوانية الأخرى التي تشارك الإبل بيئتها مثل الإجهاض المعدي (البروسيلا)، والجدري، ونظير السل، والتسمم المعوي، إضافةً للأمراض الفطرية والطفيلية.

ويؤكد العديد من الباحثين والعلماء أنه إذا ما تم خفض معدلات النفوق في مواليد الإبل ووضع برنامج وخطة للمكافحة والوقاية منه فإن من شأن ذلك إحداث نمو كبير وزيادة في أحجام قطعان وأعداد الإبل مما يؤدي إلى تحسين العائد الاقتصادي للمربين، وخفض معدلات الفقر.

  •  اهداف المشروع:

الهدف العام للدراسة:

خفض معدلات النفوق وسط صغار مواليد الإبل عن طريق الدراسة والتعرف على مسببات النفوق ثم وضع خطة وبرنامج وقائي يتم تطبيقه على قطعان الإبل لحماية صغار المواليد وخفض النفوق وسط تلك الفئة العمرية ما يؤدي بالتالي إلى زيادة أعداد الإبل وزيادة أحجام قطعانها ومن ثم تشجيع المربين على زيادة السحب منها عن طريق البيع لترتفع بالتالي وتتحسن مدخولاتهم وعوائدهم الاقتصادية.

الأهداف المحددة:

  1. التعرف على العوامل المسببة لنفوق صغار المواليد في الدول المشاركة في المشروع.
  2. تصميم وتنفيذ خطة وبروتوكول للعلاج والوقاية والسيطرة على نفوق المواليد الصغيرة مما يؤدي إلى زيادة ونمو أعداد وأحجام قطعان الإبل.
  3. تشجيع سحب وبيع قعدان وحواشي الإبل النامية نتيجة لزيادة ونمو أعداد الإبل وانحسار نفوقها.
  4. تحسين موارد ومدخولات رعاة ومربي الإبل الاقتصادية وتخفيف حدةالفقر وسطهم.
  5. تدريب الكوادر والأطر الفنية في الدول العربية ورفع قدراتهم في مجالات أسس وتقنيات تشخيص أسباب نفوق صغار مواليد الإبل.
  6. دعم البنيات التحتية وتأهيل المختبرات التشخيصية البيطرية في الدول المشاركة في المشروع.
  7. تحديد وتقييم الأثر الاقتصادي لنفوق مواليد الإبل في البلدان المشاركة.
  • مكونات المشروع:

       – المكون الفني:

  1. الاستفادة من نتائج الدراسة التمهيدية التي تم انجازها والمتضمنة اجراء استبيان حقلي وسط مجتمعات مربي الابل في كل دولة من الدول التي شاركت سابقا في الدراسة (تونس، الجزائر، اليمن السودان) للحصول على المعلومات الاساسية حول معدلات النفوق في مواليد الابل.
  2. شرح الامراض التي تصيب المواليد الحديثة والتعرف على الصفة التشريحية المرضية.
  3. تنفيذ نشاط حقلي يتضمن تشريح اكبر عدد ممكن من مواليد الابل النافقة، وكذلك جمع عينات من المواليد المريضة لفحصها بالمختبر واجراء كل مايلزم للتعرف على اسباب النفوق.
  4. اعداد وتوزيع بروشورات وكتيبات ارشادية على المربين في الدول المشاركة متضمنة اهم مسببات نفوق مواليد الابل وطرق معالجتها والوقاية منها.
  5. اعداد خطة علاجية وخطة للتحصينات الوقائية من اجل السيطرة على نفوق مواليد الابل واتباع الاساليب الصحية في تربية المواليد في الدول المشاركة بالتعاون مع الخبراء المحليين.

       –  مكون بناء القدرات:

  1. تحسين قدرات الفنيين بالدول المشاركة في مجال تشخيص الأمراض باستخدام التقانات الحديثة ومعرفة أسباب النفوق وطرق حماية المواليد من المسببات المرضية من خلال مشاركتهم في الدورة التدريبية التخصصية والايام الحقلية.
  2. دعم المختبرات البيطرية العاملة مع المشروع في الدول المشاركة ببعض الادوات البيطرية والمواد الكيميائية اللازمة لتشخيص حالات النفوق والحالات المرضية التي يمكن ان يشاهدها الفنيين أثناء العمل الحقلي.

        – المكون الارشادي: تدريب المربين من خلال الايام الحقلية على طرق رعاية مواليد الإبل وحمايتها من المسببات المرضية.

  • مكان التنفيذ: تونس، الجزائر، السودان، موريتانيا
  • مدة المشروع: 3 سنوات
  • تاريخ البدء: 2015
  • الجهات المشاركة في المشروع:

ينفذ المشروع بالتعاون بين المركز العربي (أكساد) من خلال برنامج بحوث وتطوير الإبل والمراكز البحثية والبيطرية التابعة لوزارات الزراعة (الفلاحة) أو الثروة الحيوانية في الدول العربية التي تمتلك ثروة كبيرة من الإبل وتهتم بإنتاجها وتربيتها وكذلك الدول التي تفتقر إلى الاطر والكوادر المؤهلة والمدربة ويشمل المشروع الدول العربية التالية: السودان، وموريتانيا، واليمن، والسعودية، والجزائر، وتونس.

  • الإدارات المشاركة: إدارة الثروة الحيوانية
  • الإنجازات الرئيسية:
  1. أظهرت هذه المسوحات والتدخلات أن صغار الإبل تتعرض لمجموعة من الأمراض الطفيلية (طفيليات داخلية ودموية وخارجية)، والفطرية (داء القراع)، والفيروسية (داء الجدري، حمى الوادي المتصدع (أثار مصلية لإصابات قديمة IgG )، إلا أن الأمراض البكتيرية كانت أهم ما يتسبب بنفوق صغار الإبل وخاصة
  2. الإصابات الجرثومية المسببة للاسهالات وهو ما يتطابق مع المعلومات المتحصل عليها من الاستبيانات الوبائية المقام بها أثناء إجراء المسوحات في أوساط منمي ومربي الإبل.
  3. أهم الجراثيم المسببة لهذه الإسهالات التي تم فحصها حتى الآن هي العصيات القلونية والسالمونيلا بالإضافة إلى بعض الجراثيم الأخرى المبينة في النتائج المخبرية.
  4. في موريتانيا تم شراء وتأمين وتوفير بعض المعدات والتجهيزات واللوازم المخبرية ومعينات التشخيص المهمة التي ساعدت مخبر الطفيليات ومخبر الأمصال ومخبر الجراثيم بالمركز الوطني لتربية الماشية والبحوث البيطرية مما ساعد على الرفع من القدرات التشخيصية لهذه المخابر حيث استعادت نشاطها بعد انقطاع دام نحو 15 عاماً وتمكن هذا المخبر من تشخيص بعض مسببات الأمراض التي كان يعتمد في تشخيصها على المخابر الأجنبية بالدول المجاورة كالسنغال ومالي.
  5. في موريتانيا أيضاً وضمن أنشطة هذا المشروع تم القيام بدورة تدريبية لصالح الفنيين المعنيين بتشخيص مسببات الأمراض بمخابر المركز الوطني لتربية الماشية والبحوث البيطرية حيث تلقى المشاركون خلالها عروضاً نظرية وجلسات عملية تطبيقية على مختلف التقانات المخبرية المستخدمة في تشخيص مسببات الأمراض مما ساعد على الرفع من تعدد المهارات الشخصية لديهم وتعميقها. إن أكثر الأعراض الإكلينيكية ملاحظة اسهالات وهزال وطفيليات خارجية. بلغت نسب البكتريا المعوية في روث المواليد: للايشرشيا كولاي والسالمونيلا والانتروباكتر والكليبسيلا 50% و20% و12% و10%على الترتيب.
  6. أيضاً في جمهورية السودان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تم شراء العديد من الأجهزة واللوازم المخبرية التي ساهمت وساعدت في تشخيص العينات التي أُحضرت من الحقل.تبين في الجزائر إن أكثر الأعراض السريرية ملاحظة في المواليد الصغيرة حسب الأهمية: مثقبيات ثم إجهاض معدي ثم طفيليات داخلية. أظهرت التحاليل المصلية لمرض البروسيلا في ولاية البيض إصابة قدرها 7%. جميع نتائج الفحوصات الفيروسية سلبية لفيروسات كرونا والريو.
  7. بينت النتائج في تونس إن أكثر الأعراض السريرية ملاحظة في المواليد الصغيرة اسهالات وهزال وأعراض جلدية وطفيليات خارجية. أظهرت نتائج التحاليل المصلية لحالات الإجهاض نسبة اصابة بمرض الإجهاض المعدي (8%)، والكلاميديا (21%) والتوكسوبلازما (76%). احتوى روث المواليد على الايشرشيا كولاي بنسبة 4%من الحالات. كانت نتائج الفحوصات الفيروسية سلبية لفيروسات الروتا وإيجابية لفيروسات الكرونا (54.4%). بلغت نسبة الامصال الموجبة لفيروس شبيه الانفلونزا (3) %42. كانت جميع العينات المشخصة إيجابية لوجود القراد. بلغت نسبة الاصابة الفطرية 40%.
زر الذهاب إلى الأعلى